loading ..loading
مفترق طرق 4/3
07th December 2013
ناقشت في مقال يوم أمس فرص كل من الشيخ مشعل الأحمد والشيخ ناصر المحمد في الحصول على ولاية العهد في مرحلة الشيخ نواف الأحمد. واليوم أناقش فرصة الشيخ جابر المبارك والشيخ ناصر صباح الأحمد والشيخ الدكتور محمد صباح السالم.

أما عن الشيخ جابر المبارك (مواليد سنة 1942)، فلابد من الاعتراف بأنني لا أرى فرصة له، وأميل إلى الاقتناع بفكرة أن رئاسة مجلس الوزراء هي الحد الأقصى لما يمكن أن يحصل عليه الشيخ جابر، فهو لا يتمتع بأي امتداد أو تأثير وسط ذرية مبارك الصباح أو حتى في أطراف أسرة الصباح عموما، وليس له نفوذ أو هيمنة على مجلس الأمة، وهو يصارع الآن للبقاء في منصبه الحالي. كما أنه يعاني قليلا في مسألة القبول الشعبي. فضلا عن ذلك، فإن خروج الإمارة من فرعي "آل جابر وآل سالم" وانتقالها إلى فرع "آل حمد" الذي ينتمي إليه الشيخ جابر المبارك غير متوقع.

وقد يبدو للمتابع أن الشيخ جابر المبارك يحصل الآن على بعض الدعم الإعلامي والسياسي، إلا أن الحقيقة هي أن هذا الدعم لا يأتي تحت مظلة "تحالف استراتيجي" طويل الأمد، بقدر ما هو نتاج حرص ملاك بعض المؤسسات الإعلامية وبعض "أصحاب المصالح" على تمرير مصالحهم بوجود الشيخ جابر المبارك بوصفه الرئيس الحالي للحكومة. أي أنه يحصل على هذا الدعم مؤقتا ولأنه رئيس الحكومة فقط. فضلا عن ذلك فإن الفريق المساند للشيخ جابر المبارك، والذي يعتمد عليه حاليا، محدود ومعزول شعبيا، والأهم من ذلك أن هذا الفريق "مُخترق" لصالح تحالف "ناصر وجاسم" حسبما نشرت إحدى الصحف المحلية.

ومع ميلي إلى الاقتناع بضعف فرص تولي الشيخ جابر المبارك ولاية العهد، فإنني لا أقلل إطلاقا من أهمية دوره في "السباق" الدائر حول ولاية العهد. فهو بحكم منصبه كرئيس لمجلس الوزراء يمكنه مساندة هذا الطرف أو ذاك. كما أن أهمية الشيخ جابر المبارك في "سباق" ولاية العهد مرتبطة بظروف انتقال الإمارة إلى الشيخ نواف الأحمد. بمعنى أنه لو حدثت "أزمة حكم" جديدة، فإن لرئيس مجلس الوزراء دور حيوي في حل وتوجيه تلك الأزمة. ولهذا السبب تحديدا، يجري العمل على إزاحة الشيخ جابر المبارك من رئاسة مجلس الوزراء. وعلينا أن نلاحظ أن من يعمل على إزاحة الشيخ جابر يعمل أيضا على استمرار مجلس الأمة الحالي لضمان الهيمنة على القرار في مجلسي الأمة والوزراء، فهناك قناعة بأن مجلس الأمة الحالي هو المجلس المناسب لحسم "سباق" ولاية العهد!

أما عن الشيخ ناصر صباح الأحمد (مواليد سنة 1948)، فإن فرصته لا تختلف عن فرصة الشيخ جابر المبارك. أي أن فرصته في الفوز في "سباق" ولاية العهد محدودة جدا، بل نظرية فقط كونه يأتي في المركز الرابع وفق قاعدة السن، والثالث وفق هذه القاعدة في فرع "آل جابر". أما من حيث علاقاته أو نفوذه، فهو قد اختار منذ فترة الانعزال والابتعاد.

غير أن أهمية الشيخ ناصر صباح الأحمد قد تظهر بحسب ظروف انتقال الإمارة إلى الشيخ نواف الأحمد. فالشيخ ناصر هو وزير الديوان الأميري، ويمكن وصفه بــ "حامل الأختام". صحيح أنه غير قادر على الهيمنة على شؤون الديوان الأميري ومواجهة نفوذ الشيخ ناصر المحمد وجاسم الخرافي، إلا أن ظروف انتقال الإمارة قد تعيد ترتيب المواقع والأدوار لصالح الشيخ ناصر الصباح، لاسيما أنه ليس لدى الشيخ ناصر مشكلة كبيرة في القبول الشعبي. ومن يدري، فقد تتغير المعادلات بشكل جذري لو تم تعيين الشيخ ناصر صباح الأحمد كرئيس لمجلس الوزراء خلفا للشيخ جابر المبارك!

كما قد تتعاظم فرصة الشيخ ناصر الصباح إذا ما قرر الشيخ مشعل الأحمد الخروج من السباق، وإذا ما أُبعد الشيخ ناصر المحمد، ففي هذه الحالة تكون فرصة الشيخ ناصر الصباح جدية، وهي أفضل من فرصة الشيخ جابر المبارك بحكم انتماء الشيخ ناصر الصباح إلى فرع "آل جابر"، وكونه يأتي في المرتبة التالية للشيخ ناصر المحمد وفق قاعدة السن في نطاق هذا الفرع.

أما الشيخ الدكتور محمد الصباح (مواليد سنة 1955)، فإن الحديث عن فرصته في الفوز بولاية العهد يرتبط فقط بقرار يتخذه الشيخ نواف الأحمد، بعد أن تؤول إليه الإمارة، بإعادة العمل بقاعدة التناوب على الإمارة بين فرعي آل سالم وآل جابر. وبغير هذا القرار ليس للشيخ محمد الصباح فرصة إذا ما تقرر الحفاظ على رئاسة الدولة في فرع "آل جابر"، أو في حالة استمرار العمل بقاعدة السن، ما لم يصبح هو الأكبر سنا!

ويبدو أن الشيخ محمد يدرك عدم جدوى الدخول في "السباق" الآن، وهو غير معني به، بمعنى أنه ليس أحد المتسابقين حاليا، وهو لا يحتاج إلى بذل أي جهد في سبيل الحصول على المنصب لأنه سوف يحصل عليه بشكل تلقائي متى أُعيد العمل بقاعدة التناوب في رئاسة الدولة. فضلا عن ذلك فإن "مضمار السباق" و"قواعده" لا تتناسب مع شخصية الشيخ محمد الصباح. وهو لا يملك أي مجال للمناورة حاليا سوى من خلال محاولة إعادة صياغة العلاقات الداخلية وسط ذرية مبارك الصباح. ولعله من نافلة القول إن الشيخ محمد الصباح لا يحتاج إلى تسويق شعبي لاسيما بعد أن خرج من الحكومة وحافظ على نفسه من التلوث الكامل.
وفي المقال التالي بإذن الله، خاتمة للموضوع،،،