loading ..loading
طويل العمر... توكل على الله
21st August 2020


ما يجري في الكويت هذه الأيام هو نتيجة متوقعة لفقدان بعض أركان القرار الحماية السياسية المعتادة، وما يصاحب ذلك من انحسار الشعور بالأمان السياسي. وفي المقابل، ترى بعض الأطراف أن الظروف مناسبة الآن لإثارة بعض القضايا التي من شأنها إرباك خصومهم السياسيين وتصفية بعض المسائل العالقة بينهم، وكذلك "الأخذ بالثأر السياسي" نتيجة التهميش السابق الذي أخذ صور عدة. يأتي ذلك كله أيضا تحت تأثير الاستعجال والارتباك من أجل إجراء ترتيبات مستقبلية.

ومن بين ما يجري هذه الأيام، تسعي كافة الأطراف السياسية إلى إعادة ترتيب أوضاعها وإعادة صياغة تحالفاتها واستكشاف أدواتها واستعمال "ذخيرتها الفضائحية". وفي تقديري الشخصي، من المرجح أن تتسارع وتيرة الصراع السياسي بشكل غير مسبوق، وأتوقع أن نشهد انحدارا مقرفا في مستويات هذا الصراع.

 وقد يظن بعضنا أنه حين "يتصارع الفخار" فإن بعضه يكسر بعضه، وأن في هذا "التكسير" مصلحة للشعب، فلا يبقى بيننا بعد ذلك "فخار"!

والحقيقة أنني ترددت بين رفض وقبول تلك الفكرة، إلا أنني لم أشعر بالراحة تجاه ذلك التردد، فحسمت أمري وخلصت إلى أن تجاربنا السياسية المحلية تقول إنه في نهاية كل صراع سياسي "داخلي" يتكسر الفخار على رؤوسنا!

لذلك رأيت اليوم أنه من واجبي أن أتوجه برسالة إلى سمو ولي العهد نائب الأمير الشيخ نواف الأحمد حفظه الله ورعاه، وأقول لسموه: هذه الأيام تُحسب من أيامك حتى وإن لم يبدأ عهدك، فأنت الآن تنوب عن الأمير، ولديك صلاحيات رئيس الدولة، وهي صلاحيات تكفيك لوضع الأمور في نصابها الصحيح، فضلا عن مكانتك المعنوية العالية. فيا سمو ولي العهد الكويت تحتاج، الآن على المدى القصير، إشارة... إشارة حكم تصدر منك، بصفتك نائب الأمير، بأنك مع الشعب ومع الدستور ومع حكم القانون،،، إشارة لا ينقلها وسطاء، إشارة تبث الطمأنينة في النفوس وتقض مضاجع كل فاسد في أي منصب كان،،، إشارة يبحث الناس فيها ملامح أمل بأن تنهض الكويت مجددا.

 

 أما لاحقا، فالكويت بحاجة شديدة جدا إلى نهج جديد وأفكار جديدة، كما تحتاج إلى طبقة سياسية جديدة،،، نحتاج باختصار إلى إعادة تأسيس الدولة، وحول ذلك لابد من أحاديث أخرى في وقت مناسب بإذن الله.