loading ..loading
مرحلة ما بعد.. "الخال"!
25th May 2015


قال مرزوق الغانم في نعيه لخاله المرحوم جاسم الخرافي:


 "ولطالما تساءلت من أين كنت تأتي بتلك القدرة على تحمل الجور والأذى والجحود... وعزائي الوحيد انك رحلت مظلوما وليس ظالما".


ما هي الرسالة التي يريد مرزوق إيصالها في إشارته إلى "الجور والأذى والجحود" الذي يزعم أن المرحوم جاسم الخرافي تعرض له قبل وفاته؟ وإلى من يريد إيصال تلك الرسالة؟! ومن الذي جحد جهود خاله؟!


 هل كان هناك من يقدر على ظلم وإيذاء الخرافي حال حياته؟!


على كل حال، يبدو أن مرزوق قد شعر فور وفاة خاله "باليتم السياسي"، فتسرع في التصريح وكشف عن غير قصد عما بداخله. وأرى أنه معذور حتى لو كان الأمر مجرد تسرع فعلا، فمصابه في خاله جلل بلا شك ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحم جاسم الخرافي ويغفر له وأن يعين أهله وأصحابه.


ومرزوق ليس الشخص الوحيد الذي يشعر اليوم "باليتم السياسي"... فالمرحوم جاسم الخرافي كان يدير بكفاءة لا نظير لها "منظمة" متكاملة رديفة للدولة وأجهزتها، منظمة يعتبرها البعض أقرب إلى "دولة عميقة" ذات نفوذ هائل توفر "لمنتسبيها" دائما الغطاء المالي والسياسي والقانوني... والتشريعي أيضا.


 إن مساهمات المرحوم الخرافي في الشأن العام معروفة ميادينها وتوجهاتها بداية بتأسيس ما يسمى بـ "المجلس الوطني" عام 1990، مرورا بـ "أزمة الإمارة" عام 2006، وانتهاء بالدفع نحو تبني "الصوت الواحد" كنظام انتخابي.


ونظرا لتلك "المساهمات"، لن تكون آثار غياب جاسم الخرافي، رحمه الله، عن المشهد السياسي المحلي قليلة. فهو وإن لم تكن له صفة رسمية في السنوات الأخيرة، إلا أنه كان "مظلة". ومن الطبيعي أن يكشف رحيله كل من كان تحت حماية تلك المظلة.


مرزوق الغانم هو أول من سينكشف ظهره ورأسه أيضا... أو بعبارة أخرى، فإن مرزوق سوف يأخذ حجمه الطبيعي الذي يتناسب مع قدراته الشخصية فقط فور انتهاء مراسم العزاء. فمرزوق لم ينجح في إقناع الرأي العام بأنه رئيس مجلس الأمة، أو ربما الرأي العام لم يتقبل مرزوق في مثل هذا المنصب، لا أدري. لذلك فإن أقصى نجاح يمكن أن يحققه بعد وفاة خاله هو إكمال مجلس الأمة الحالي مدته التي تنتهي في العام 2017. وبنهاية هذا المجلس، في موعده، أو ربما قبل ذلك الموعد، سوف تنتهي القيمة السياسية لمرزوق، وهي القيمة التي نقصت كثيرا بمجرد وفاة خاله.


هل هناك من هو مؤهل لوراثة "راية الخرافي" السياسية؟


مرزوق لن ينجح في حمل الراية التي كان يحملها خاله ، بل هو غير مؤهل على الإطلاق لحمل راية كبرى، ولا هو مؤهل لأن يكون مظلة بديلة. فجاسم الخرافي، وشقيقه ناصر من قبله رحمهما الله، نجحا في إقصاء عائلات تجارية تقليدية ذات تاريخ سياسي وتجاري عريق عن "مناطق نفوذها"، ونجحا في "تحييد" عائلات تقليدية أخرى، وتسيدا المشهدين السياسي والمالي. فهل لدى مرزوق الغانم أي مؤهلات للمحافظة على تراث "خواله"؟!


إن رد فعل مرزوق على هذا المقال سيكون مؤشرا على سلوكه في مرحلة ما بعد "الخال".


إن النتيجة الطبيعية لغياب أي "زعامة" هي الفراغ والصراع أيضا. لكن في حالة المرحوم الخرافي فإن الفراغ هو الناتج الوحيد، فلا أظن أنه سيكون ثمة صراع، ذلك أنني لا أرى أن هناك، من بين أفراد الطبقة التجارية كلها وليس في محيط الخرافي فقط، من يقدر على سد فراغ جاسم الخرافي وتقديم "خدمات" مماثلة للسلطة. وعلى الأرجح أننا سوف نشهد تفككا وانسحابات وتبديل ولاءات... وربما بعض الفضائح المالية والسياسية!


بعض الشيوخ، في الوزارة وخارجها، أيضا سيكون لغياب الخرافي تأثير سلبي بالنسبة لهم. كان بعضهم يتودد إليه ويواليه كي يحصل على "تزكية" أو "ترشيح" هنا أو هناك.


باختصار، غياب جاسم الخرافي سوف يترك فراغا كبيرا... في "حوش السلطة وحواليه"!


والآن السؤال المهم هو: ما هي احتمالات تبدل ميزان القوى في الجانب السياسي وكذلك التجاري؟


هو سؤال يتضمن دعوة للتفكير وللمناقشة، وقد يكون مادة لمقال لاحق بإذن الله تعالى،